الأحد، 30 أغسطس 2009

من فوائد اسحور


تعتبر وجبة السحور من الوجبات الرئيسة في شهر رمضان المبارك، وقد أكد الأطباء على أنها أهم من وجبة الإفطار، لأنها تعين المرء على تحمل مشاق الصيام، ولذا أوصى رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسحور وحث عليه في غير ما حديث فقال : { تسحروا فإن في السحور بركة } رواه البخاري و مسلم ، وسبب حصول البركة في السحور أن هذه الوجبة تقوي الصائم وتنشطه وتهون عليه الصيام، إضافة إلى ما فيها من الأجر والثواب بامتثال هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولهذه الوجبة المباركة فوائد صحية تعود على الإنسان الصائم بالنفع وتعينه على قضاء نهاره بالصوم في نشاط والحيوية: من تلك الفوائد:
1- أن تناول هذه الوجبة المباركة يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان.
2- أنها تساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد.
3- تمنع هذه الوجبة الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم .
4- الفوائد أن تناول وجبة السحور ينشط الجهاز الهضمي، ويحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام.
5- ومن الفوائد الروحية لهذه الوجبة أنها تعين العبد المؤمن على طاعة الله عز وجل في يومه.
ومن المستحسن أن تحتوي وجبة السحور على الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل: الخس والخيار، الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة، ويقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والأملاح، كما يفضل أيضا أن تكون وجبة السحور من الأطعمة ذات السرعة المتوسطة في الهضم مثل الفول المدمس بزيت الزيتون أو الجبن والبيض.. فهذه الوجبة تستطيع أن تصمد في المعدة من 7 - 9 ساعات، فتساعد على تلافى الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام تقريباً كما تمده بحاجته من الطاقة.،، .كذلك يفضل ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من السكر أو الملح لأن السكر يبعث على الجوع، والملح يبعث على العطش.

ويحصل السحور بما تيسر من الطعام، ولو على تمر، لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { نعم سحور المؤمن التمر } رواه أبو داوود ،،. فإن تعذر وجود التمر، فعلى المسلم أن يحرص على شرب الماء, لتحصل له بركة السحور.

كذلك من المهم تأخير هذه الوجبة قدر الإمكان إلى قبيل أذان الفجر حتى تساعد الجسم والجهاز العصبي على احتمال ساعات الصوم في النهار، كما أن ذلك هو السنة، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور، كما روى عمرو بن ميمون , قال: " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحورا " رواه البيهقي في السنن .

فعلى المؤمن أي يحرص كل الحرص على تناول هذه الوجبة المباركة والتي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تعينه على العبادة في نهار رمضان وتشد من قوته ليتحمل مشاق الجوع والعطش .

الخميس، 27 أغسطس 2009

تأثير الصيام على الحامل والمرضع


كنت قد تحدثت السنة الماضية عن صحة الحامل في رمضان .. واليوم سأتحدث عن تأثير الصوم على صحة الحامل والمرضع..

أوضحت الدراسات العلمية الحديثة أن صيام رمضان يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية وكيميائية عند الحامل، ولكنها لا تؤثر على الحامل السليمة البدن والتي لا تشكو من أية أمراض عضوية.

ومع ذلك لا يمكن إطلاق قول حاسم على كل الحوامل والمرضعات بحيث تقول إن هناك حامل أو مرضع تستطيع الصيام، وأخرى لا تقدر عليه. وإذا ما شعرت الحامل والمرضع بصداع شديد، أو (زغللة) في العينين، أو هبوط وإجهاد عام، أو عدم القدرة على القيام بأي نشاط فإن ذلك يعني حدوث انخفاض واضح في سكر الدم، أو أن هناك أمراً غير طبيعي، وعليها استشارة الطبيب المعالج.

ما هي الأحوال المرضية التي تجيز للحامل الإفطار؟
1. انخفاض ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى) عن 100 ملم زئبقي، حيث قد يسبب هذا الانخفاض إحساساً بالإغماء إضافة إلى عدم القدرة على التركيز.
2. القي المصاحب للحمل، وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
3. التسمم الحملي: حيث يحدث ارتفاع في ضغط الدم، ويظهر الزلال في البول كما تحدث وذمة في الأطراف.
4. حدوث انخفاض في سكر الدم.
5. وجود مرض عضوي، وذلك تحت إشراف الطبيب المعالج.

والخلاصة: فإن موضوع صيام الحامل في شهر رمضان يعتمد على حالة الحامل والجنين قبل دخول شهر رمضان، فإن كانت كافة المؤشرات والفحص السريري تشير إلى تمام صحة الحامل والجنين فإن الطبيب على الأغلب سيشير بالاستمرار في الصيام، ويعود تقرير ذلك إلى الطبيبة أو الطبيب الأخصائي المسلم.

الرضاعة والصيام:
يمكن للمرأة المرضع صيام شهر رمضان، شريطة أن يكون هناك تعويض في نوعية الطعام والشراب أثناء شهر رمضان في الفترة المسائية، وشريطة أن لا تتأثر كمية ونوعية الحليب (اللبن) عند الطفل الرضيع.
أما إذا خافت المرضع على نفسها أو رضيعها من جرَّاء الصيام، أو أثَّر ذلك على الرضاعة، جاز لها أن تفطر.

الاثنين، 24 أغسطس 2009

الرياضة في رمضان


من المعروف أن النشاط الرياضي له فوائده الصحية والجسمية على الأفراد في هذا العصر الحديث أكثر من العصور السابقة، لأن هذا العصر يتميز بالتكنولوجيات المريحة للجسم البشري. واستخدام وسائل التكنولوجيا في التنقل والصعود والاتصال جعل الإنسان كسولاً قابعاً في مكانه قليل الحركة متقوقعاً في أوضاعه متأثراً في قوامه معانياً من آلامه النفسية والجسدية والاجتماعية، وكون الجسم البشري أمانة عند صاحبه فلا بد من الاعتناء به عن طريق رعاية هذا الجسم تغذوياً ونفسياً واجتماعياً ورياضياً.

وحتى يتسنى الإعداد البدني للقوة فلا بد من التدريب الرياضي المقنن الذي يتطور من خلاله الجسم فينشط ويقوي.

كما أن للإسلام مفهوماً متطوراً بالنسبة للنشاط البدني فلم يكن مقصوراً على استخدام القوة لمجابهة الأعداء للحرب بل تعدى ذلك إلى الاهتمام بالقوام الجميل وتطوير القدرات الذاتية وبناء الجسم السليم.

وللرياضة أهمية بالغة بالنسبة للجسم. ولكن المشكل يكمن في الإكثار منها أثناء رمضان. بالنسبة للمتمرس ليس هناك مشكل فقط عليه أن يراعي وقت مزاولة هذه الرياضة، فهناك من ينصح بالصباح لأن نسبة السكر في الدم تكون مرتفعة، فأية حركة يقوم بها الجسم تتطلب طاقة وهذه الطاقة أول من يعطيها هو السكر. في الصباح تكون هذه النسبة مرتفعة وتنخفض في المساء، وهناك من ينصح بمزاولة الرياضة قبل وجبة الفطور، هذا بالنسبة للمتمرس. أما غير المتمرس الذي لا يتعاطى الرياضة إلا في هذا الشهر الكريم نقول له أن الرياضة ضرورية للجسم لكن وجب الاحتياط، وإذا كان ممكنا استشارة طبيب مختص في القلب قبل مزاولة الرياضة لأن القلب هو المتضرر الأول إذا كان صاحبه ممن يعانون من مرض القلب. كما يجب عليه التدرج، فيزيد كل يوم في حصته الرياضية عن اليوم السابق. لذلك من الأحسن لمن يريد مزاولة الرياضة في رمضان أن يبدأ مزاولتها قبل هذا الشهر. بعد الإفطار يجب تعويض كمية الماء التي فقدها الجسم أثناء مزاولة الرياضة. فمُزاول الرياضة يجب أن يشرب الماء أكثر من الذي لا يمارسها.

ووفقاً لآراء الخبراء المبنية أساسا على الدراسات العديدة يمكن القول أن الصيام لا يضعف الجسم من جهة ولا يمنع الإنسان من مزاولة أعماله المعتادة والتمارين الرياضية ومما لاشك فيه أن مزاولة التمارين الرياضية في شهر الصيام ينبغي أن تخضع لقواعد مختلفة كما هي في غير هذا الشهر، فعلى سبيل المثال ينصح بأداء التمارين الرياضية بعد الإفطار بدلا من الصباح الباكر كيلا يشعر الصائم بالعطش أو الجوع لان ممارسة التمارين الرياضية تؤدي لزيادة التعرق وطرح الأملاح، وإذا ما كان التعرق غزيراً فإن المرء يمكن أن يشعر بالعطش وبالتعب والتقلصات العضلية المؤلمة.

ولهذا ينصح كما اشرنا بممارسة التمارين الرياضية غير المجهدة في المساء بعد مرور بعض الوقت على تناول وجبة الإفطار.

ووفقاً لآراء الخبراء فإن المشي السريع يعتبر أفضل أنواع التمارين الرياضية لان الهدف من ممارسة الرياضة ليس إجهاد الجسم، وإنما تنشيط الدورة الدموية وتحسين التهوية الرئوية لهذا ينصح لدى المشي بأخذ تنفس عميق ثم زفر الهواء للخارج وبهذه الطريقة يمكن للمرء أن يشعر بالمزيد من الحيوية ويحرق السعرات الحرارية دون أن يعاني من أية اضطرابات تذكر، وإذا ما شعر بالعطش أو الحاجة لشرب الماء فإنه في فترة بعد الإفطار يمكنه تناول الماء.

وتجدر الإشارة إلى أن أداء التمارين الرياضية في ساعات الصباح الباكرة يمكن أن تؤدي لانخفاض معدل السكر في الدم ومن جراء ذلك قد يعاني الصائم من الشعور بالدوخة والجوع الشديد ورعشة اليدين، وغير ذلك من الاضطرابات التي تستدعي منه الإفطار كيلا يتعرض للمضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن انخفاض معدل السكر في الدم.

وأخيرا لابد من الإشارة إلى ضرورة الالتزام بإرشادات الطبيب، والاهتمام بتناول الغذاء الصحي المتنوع مع التقليل قدر الإمكان من تناول الأطعمة الدسمة والثقيلة وعدم إجهاد الجسم لدى أداء التمارين الرياضية ولدى الشعور بأن توعكاً أو اضطراباً ينصح بالتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية واستشارة الطبيب دون أي تأخير من اجل الحفاظ على الصحة والحيوية بعيداً عن المرض.

السبت، 22 أغسطس 2009

الصوم وأمراض الجهاز التنفسي

أ) التهاب القصبات الحاد:
إذا كانت حالة التهاب القصبات الحاد بسيطة، فإن المريض يستطيع تناول علاجه ما بين الإفطار والسحور، أما إذا احتاج الأمر لمضادات حيوية تعطى كل 6 – 8 ساعات، أو إذا كانت الحالة شديدة فينصح بالإفطار حتى يشفى من الالتهاب.

ب) التهاب القصبات المزمن:
وفيه يشكو المريض من سعال مترافق ببلغم يومياً ولمدة ثلاثة أشهر متتابعة ولسنتين متتابعتين على الأقل.

وإذا كانت حالة المريض مستقرة استطاع الصيام دون مشقة تذكر، أما في الحالات الحادة التي تحتاج إلى مضادات حيوية أو موسعات القصبات أو البخاخات الحاوية على مواد موسعة للقصبات فيقدّر الطبيب المختص ما إذا كان المريض يستطيع الصوم أم لا.

ج) الربو القصبي:
قد تكون نوبات الربو خفيفة لا تحتاج إلى تناول أدوية عن طريق الفم، كما يمكن إعطاء المريض الأقراص المديدة التأثير عند الإفطار والسحور، وكثير من مرضى الربو من يحتاج إلى تناول بختين أو أكثر من بخاخ الربو عند الإحساس بضيق في الصدر، ويعود بعدها المريض إلى ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، ولا ينبغي للمريض عند حدوث الأزمة متابعة الصيام، بل عليه تناول البخاخ فوراً، ومن
العلماء الأفاضل من أفتى بأن هذه البخاخات لا تفطر.

ولكن ينبغي الإفطار قطعاً عند حدوث نوبة ربو شديدة حيث كثيراً ما يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج المكثف لها.

كما ينبغي الإفطار إذا ما أصيب بنوبة ربو لم تستجب للعلاج المعتاد، ويجب التنبه إلى أن الانقطاع عن الطعام والشراب في تلك الحالات يقلل بشكل واضح من سيولة الإفرازات الصدرية، وبالتالي يصعب إخراجها.

د) السل (التدرُّن الرئوي):
يستطيع المريض المصاب بالسل الصيام إذا كانت حالته العامة جيدة وفي غياب أية مضاعفات، شريطة أن يتناول المريض دواءه بانتظام، وتعطى أدوية السل عادة مرة واحدة أو مرتين في اليوم، أما في المرحلة الحادة من المرض فيستحسن عدم الصيام حتى يتحسن وضع المريض العام.

يجب سؤال الطبيب المعالج عن كل حالة قبل الصيام خاصة في حالة كون المرض في الطور الحاد..
ويجب الفطر عند نصيحة الطبيب المسلم.. وكمال قال الرسول صلى الله عليه وسلم { ‏إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته }

الجمعة، 21 أغسطس 2009

مبارك عليكم الشهر

كل عام وانتم بخير
ومبارك عليكم الشهر
وجعلنا الله واياكم من المقبول صيامه وقيامه ودعائه..
سأكمل هذه السنة ما بدأته في السنة الماضية بالحديث عن بعض الأمراض وتأثرها بالصيام وتأثير الصيام عليها
وبعض الفتاوى المتعقلة بالصيام