«القرقيعان» هذه العادة الكويتية القديمة الجميلة التي يحتفل بها في شهر رمضان المبارك، ومازال الكويتيون يحيونها، والأطفال لهم النصيب الأكبر في الاحتفال بالقرقيعان. حيث يقومون بتشكيل مجموعات من الأولاد والبنات ويمرون على البيوت التي بالمنطقة (الفرجان) للحصول على القرقيعان مقابل الغناء بصيغة الدعاء لأبناء وأهل البيوت التي يمرون عليها، ورغم استمرار هذه العادة الجميلة إلا أن الخطر يتهدد تقاليدها وطقوسها في هذه السنوات الأخيرة، بسبب التغير في العادات التقليدية لهذه المناسبة، ففي السابق كان الأطفال يعتمدون على نشاطهم الحركي (المشي) بشكل كبير، أما أطفال اليوم فيحصلون بلا عناء، فبدلا من مرورهم (مشياً) على الأحياء والبيوت (الفرجان) لجمع القرقيعان أصبحوا يتجمعون في مكان واحد وتقام حفلة لهذه المناسبة في مكان التجمع. مما يقلل نشاطهم الحركي، وفي بعض الأحيان يستخدم الأهالي السيارات لتوصيل أبنائهم إلى البيوت لجمع القرقيعان.
خلطة أغنى .. وخطر أعلى
والخطر يأتي أيضاً من تنافس العائلات الكويتية على تقديم أفضل أنواع الحلويات والسكرات إلى الأطفال، وخاصة بعد تغير خلطة القرقيعان وهي خلطة رائعة تتضمن الكثير من الفوائد التغذوية الصحية، وتتألف من بعض أنواع المكسرات (مثل السبال-نقل-نخي-جوز ) وبعض أنواع الحلويات (مثل البرميت-بيض الصعو- جاكليت وهي شكولاتة صغيرة الحجم) وبعض الفواكه المجففة (تين-الكشمش أو الزبيب). هذه الخلطة تم استبدالها بشكل تدريجي وبتطور الزمن بخلطة عالية جدا بالسعرات الحرارية وغنية المحتوى بالمواد الحافظة والألوان الصناعية (مثل الجلي - الشوكولاتة - القليل من المكسرات - اللعب) التي تشكل خطرا على صحة الأطفال وصحة الفم والأسنان.
والجدير بالذكر إن تغير وتطور عادة القرقيعان من حيث الخلطة المقدمة إلى الأطفال, قد تعرض الأطفال إلى خطر اكتساب الوزن الزائد. ضافة إلى قلة النشاط الحركي، ولن يقف الأمر عند هذا الحد، بل قد يعرضهم إلى تسوس الأسنان بسبب الكمية الكبيرة المتناولة من السكريات، إضافة لمشاكل تغذوية أخرى، مما يحتم مراقبة العائلة لما يتناوله الأطفال. ضافة إلى قلة النشاط الحركي, ومن جانب آخر وعندما نقارن بين خلطة القرقيعان القديمة والحديثة سوف نرى أن القرقيعان الذي كان يوزع في السابق يحتوى على عناصر غذائية مهمة للأطفال ومغذية (مثل الألياف الغذائية-الماغنسيوم- الزنك- الفوليت-ونسبة لا بأس بها من الحديد- فيتامين إي-فيتامين الثيامين- الدهون الأحادية غير المشبعة المفيدة للجسم)، مع ضرورة التنبيه إلى فوائد المكسرات لكن يجب أن لا تنسينا أنها غنية جداً بالسعرات الحرارية. مما يحتم تناولها بشكل معتدل, وبالتالي يجب أن تضاف باعتدال إلى خلطة القرقيعان وكذلك الأمر بالنسبة للسكريات. هذا ما كان يحصل سابقا, أما في هذه الأيام فإن الخلطة قد تكون معدومة العناصر الغذائية وعالية الطاقة والمواد الحافظة والألوان الصناعية التي تعود بالضرر على أطفالنا.
المحافظة على أطفالنا..وعلى القرقيعان
ولكي نحفظ الفرحة لأطفالنا بمناسبة أيام القرقيعان، نلفت انتباه الأهالي لينتبهوا جيداً وهم يقومون بعملية الشراء ليختاروا خلطة قرقيعان تكون غنية بالمسكرات والفواكه المجففة المادة الرئيسية الأساسية في القرقيعان بجانب كمية لا بأس بها من السكريات، ومن الضروري على الوالدين والعائلة مراقبة والتحكم بما سوف يتناوله الأطفال مما جمعوه من القرقيعان، وعدم السماح لهم بتناول كميات كبيرة من السكرات والحلويات باليوم الواحد أو خلال أيام متتالية، وذلك لحماية أبنائنا من خطر الإصابة بأمراض سوء التغذية واعتلال صحة الفم والأسنان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق